المطالعة ودورها في إرساء قيم العيش المشترك

المطالعة ودورها في إرساء قيم العيش المشترك

تحتضن مدينة قفصة أيّام 17 و18 و19 فيفري المقبل الدورة الرابعة للملتقى الوطني لجمعيات أحبّاء المكتبة والكتاب.
وفي برنامج هذه الدورة خمس جلسات علميّة سيتم خلالها عرض ومناقشة الإشكاليات التالية :
ـ المطالعة وقيم المواطنة : هل تساهم المطالعة في إرساء قيم المواطنة؟ وكيف؟
ـ المطالعة وحقّ المعرفة : ما الذي يحقّ لنا أن نعرفه؟ وما الذي يمكن أن نمنع من معرفته؟
ـ المطالعة مدخلا إلى الإبداع والتفكير : كيف يكون الكتاب آلية لانتاج المعنى وبناء الدلالة؟
ـ المطالعة مدخلا إلى الحوار : الحوار بديل عن العنف والإقصاء والتهميش؟
ـ الكتاب : المنزلة المنشودة للكتاب في تونس بعد 14 جانفي.
وأكّدت ورقة عمل هذا الملتقى أنّه «إذا كانت قيم العيش المشترك متحوّلة حسب السياقات التاريخيّة والفضاءات الثقافيّة فلعلّ الثابت منها هو قبول الآخر مختلفا ونبذ العنف في حلّ الخلافات والعمل على إرساء حوار عقلانيّ في تأمّل القضايا التي تتعدّد فيها وجهات النظر أو تتعارض في إطارها الرؤى والتصوّرات». كما أكّدت ورقة العمل المطروحة على أشغال هذا الملتقى «أنّ السؤال الذي يحتاج الى جهد جماعيّ في الإجابة عنه هو: كيف تتحوّل القيم التي تمّت الإشارة إليها سابقا، من شعارات الى ثقافة يوميّة تضمن للمجتمع مبدأ العيش معا وللدولة معنى الاستقرار دون أن يتخلّى هذا الطرف أو ذاك على حقّ النقد وإبداء الرأي؟».
وعن أهداف عن التظاهرة الوطنية أوضح السيد علي المرزوقي رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أحبّاء المكتبة والكتاب أنّ المطالعة وقضاياها المتداخلة تستحق اليوم أن تتحوّل الى قضيّة رأي عام أي الى جزء من نشاط المجتمع المدني لأنّ التأسيس لحوارات تفاعلية في أي مستوى من مستويات الحياة لا يمكن أن يتمّ الاّ اذا كان الوعي بالمواطنة باعتبارها قيمة جامعة قد بلغ مستوى لا يقبل الإلغاء أو الشطب.
وأضاف بأنّه لا شكّ في أنّ حياة الكتاب ورحلته بين الناس ومساهمته في انتاج القيم هي من المؤشّرات الدّالة على أنّ هذا المجتمع أو ذاك يعيش متفاعلا راغبا في التأسيس لعلاقات اجتماعيّة جديدة تتيح للمواطن أن يكون هو ذاته وأن يعيش داخل آراء الآخرين في آن معا.




-------------------------------------------------------------------------------------------------------


المطالعة مفتاح الثقافة
مفهومها ودورهما في تنمية الفرد والمجتمع
 إعداد:
د.سليمان كايد
جامعة القدس المفتوحة – منطقة نابلس التعليمية
ورقة ألقيت في ندوة صالون الدكتورة أفنان دروزه الثقافي
المنعقدة يوم السبت الموافق 9/5/2009م في حديقة مكتبة بلدية نابلس
بداية أشير إلى أنني حاولت جاهداً الربط بين مفهومي المطالعة والثقافة وأنا على قناعة كبيرة أن الثقافة هي كل شيء والمطالعة وسيلتها وطريقها ولكي نضع الأمور في نصابها في هذه العجالة لا بد لنا من ولوج هذين المفهومين وأبدأ هنا لأشير إلى الأهمية الكبيرة للمطالعة في حياة الفرد خاصة والمجتمع عامة وليس أدل على ذلك أنها أول كلمة نطق بها الوحي على رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وعنها قال فوليتر عندما سُئل عمن سيقود البشر، فأجاب بأنهم أولئك الذين يعرفون القراءة فالقراءة مفتاح العلم ووعاء الثقافة وسبيل الحضارة والتقدم والرقي. وهي أساس التربية والتعليم حيث أشارت أغلب الدراسات إلى أن حوالي 70% من المعلومات التي يتعلمها الإنسان تأتي عن طريق المطالعة والباقي يتعلمه بالبحث والسؤال والتأمل والاستماع والربط والاستنتاج واستنباط المعرفة والتجربة وغيرها من المواقف الحياتية المختلفة.
والمطالعة بمفهومها هنا هي القراءة الحرة قراءة الكتب والموضوعات التي يختارها القارئ بنفسه من غير أن يجبره أحدٌ على قراءتها وهذا النوع من المطالعة هو المطالعة من أجل المتعة، والمطالعة مفتاح المعرفة وطريق الرقي – وما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة والريادة والدعوة التي طلب العلم فيها من المهد إلى اللحد انما قصد بها التثقيف والتعلم مع الذاتي الشامل والدائم والمطالعة وسيلة لتوسيع المدارك والقدرات لأن المرء حين يقرأ ويطالع في مختلف أنواع العلوم يكون ذلك مدعاة لتوسيع مداركه وإثراء عقليته ولعل هذا الرأي يفسر لنا التخلف الذريع الذي يعيشه اغلب شبابنا والمسافة غير المتوازنة بين قدراتهم العقلية ابتداءً ومن ما ينبغي أن تكون عليه هذه القدرات، كما أن المطالعة وسيلة لاستثمار الوقت والمرء محاسب على وقته ومسؤول عنه وسيسأل عن عمره فيما أفناه وعن شابه فيما ضيعه. والقراءة والمطالعة وسيلة البحث العلمي ومن خلالها نضع الحلول للعديد من مشكلاتنا، كما أن الاطلاع على المعارف العامة المنشورة لأي شعب من الشعوب وفي أي عصر من العصور وبخاصة في هذا العصر الذي يزخر بالحركات العلمية والفنية ونتاج العلماء والمفكرين دور هام في تثقيف الفرد وبناء شخصيته المستقلة والواعية القادرة على البناء والعطاء والمطالعة أيضاًَ وسيلة الاطلاع على الثروة الفكرية الهائلة التي تساعد على تكوين الشخصية الناقدة وخلق المواطنين الأكفاء ذوي المستوى الراقي في الوعي القادرة على التفاعل النشط مع العالم الذي يعيشون في رحابه، كما أن المطالعة إلى جانب ذلك تزود الفرد بالمتعة والتسلية وتثري الحصيلة اللغوية للقراء وتنمي لديهم القدرة على التعبير الراقي. إن ممارسة المطالعة الحرة يومياً تنمي لدى القارئ عادة الاقبال على القراءة بشغف فتصبح هواية محببة له يلجأ اليها كلما سنحت الفرصة لذلك والمواظبة على القراءة تنمي القدرة على الفهم السريع وتجعل القارئ قادراً على التحليل والنقد واتخاذ موقف مما يقرأ في ضوء الخبرات التي اكتسبها من قراءاته السابقة، القراءة وسيلة تربوية فالمتعلم الذي يعاني ضعفاً في مهمة ما حين يطلب علماً ما عليه إلى أن يبحث عن دوائه في بطون الكتب.
والقراءة والمطالعة وسيلة الوصل مع العصور الغابرة بما فيها من خير وشر وتجعل القارئ يعيش مع الاحقاب الغابرة ناقلاً أحداث العصر وعاداته وتقاليده مقتنياً ما فيها من ايجابيات ومسقطاً ما فيها من سلبيات.
المطالعة من ضرورات الحياة المعاصرة والشعوب العربية أصبحت أمة تقرأ بالأذنين فاللافت وحسب مقالة نشرتها صحيفة بيروت تايمز التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 14 ابريل 2005 حول نصيب القراءة لدى الإنسان العربي والحق يقال أن الإنسان يصاب بالهول والصدمة مما أورده التقرير رغم قناعتنا الأكيدة بالصلة غير الحميمة القائمة ما بين الإنسان العربي والمطالعة.
يقول الخبر :"أن معدل ما يخصصه المواطن العربي للقراءة سنوياً هو عشر دقائق وأن مجمل الكتب التي تصدر في مختلف أرجاء الوطن العربي لا تصل إلى خمسة ألاف كتاب سنوياً في حين يصل العدد إلى خمسين ألفاً في أوروبا وماية وخمسون ألفاً في الولايات المتحدة الأمريكية. كما تشير التقارير السنوية عن التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة إلى الرعب والهم والاحباط في مجال المطالعة وحركة النشر في العالم العربي. يقول التقرير أن عدد الكتب المطبوعة في اسبانيا في السنة يوازي ما طبعه العرب منذ عهد الخليفة المأمون الذي قتل عام (813م) ".
والمطالعة والقراءة تمكن الإنسان من المشاركة في الحوار السياسي والمكتشفات العلمية وفي ميادين العمل والانتاج والمجتمع القارئ هو مجتمع دينماكي نشط متفاعل ولهذا يعمل قادة الحكومات الديكتاتورية دوماً على محاربة المثقفين والمتعلمين من أبناء الشعب عكسهم عكس القادة المستنبربن الذين يطمحون دوماً إلى رقي شعوبهم ونهضتها ويخططون عبر استراتيجيات نحو مستقبل مشرق واعد بالازدهار ولا بد من الإشارة هنا إلى الفرنسيين عندما شعروا بانخفاض نسبة القراء عندهم نزل وزير الثقافة الفرنسي ومعه كبار المؤلفين والكتاب إلى الشوارع والحدائق العامة والمراكز الثقافية يقرؤون ويتحدثون مع الناس من حولهم عن القراءة والكتب في مهرجان اطلقوا عليه مهرجان جنون المطالعة.
ولأن المطالعة كما اسلفت سابقاً هي مفتاح الثقافة فلا بد أيضاً من التعريج على مفهوم الثقافة ولعل شيوع المصطلح يجعل من الصعب تعريفه فهو من المصطلحات الشائعة فكل من يطلقها يقصد بها معنى. ومصطلح الثقافة من أكثر المصطلحات استخداماً في الحياة العربية المعاصرة وبالتالي فهو من أكثر المصطلحات صعوبة على التعريف ففي حين يشير المصدر اللغوي والمفهوم المتبادر إلى الذهن والمنتشر بين الناس إلى حالة الفرد العلمية الرفيقة المستوى فإن استخدام هذا المصطلح كمقابل لمصطلح (Culture) في اللغات الأوروبية تجعله يقابل حالة اجتماعية شعبية أكثر منها حالة فردية ففوق المعنى العربي للثقافة تكون الثقافة مجموعة العادات والقيم والتقاليد التي تعيش وفقها جماعية أو مجتمع بشري. بغض النظر عن مدى تطوره العلمي أو مستوى حضارته أو عمرانه وبذلك فإن الاشكال يطرح نفسه ذلك أن تعريف الثقافة اختلط عند العربي باعتبار أن هناك فرقاً بين المتثقف والمتحضر. فالمثقف هو الذي يتعدى احساسه الذاتي للاحساس بالآخر والمتحضر هو الذي يسلك سلوكاً يلائم البيئة التي يعيش فيها ولكي يكون الانسان متحضراً لا بد أن يكون مثقفاً.
أما أصل الكلمة في العربية فهي بمعنى الحذق والتمكن والثقافة أي الملاعبة بالسيف وثقف الرمح أي قوّمه وسواه ويستعار بها للبشر فيكون الشخص مهذباً ومتعلماً ومتمكناً من العلوم والفنون والأداب فالثقافة هي ادراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعرفة في شتى مجالات الحياة فكلما زاد نشاط الفرد ومطالعته واكتسابه الخبرة في الحياة زاد معدل الوعي الثقافي لديه.
يستخدم مصطلح الثقافة وفق مفهومها العربي للاشارة إلى ثقافة المجتمعات الانسانية وهي طريقة حياة تميز مجموعة بشرية عن مجموعة اخرى والثقافة يتم تعليمها ونقلها من جيل إلى جيل ويقصد بذلك مجموعة من الأشياء المرتبطة بنتيجة ذلك المجتمع أو المتأصلة بين أفراد ذلك المجتمع ومن ذلك الموسيقى الفنون الشعبية، التقاليد المحبية. بحيث تصبح قيماً تتوارثها الاجيال جيلاً بعد جيل. وحتى يتوضح الأمر للأخوة السامعين، لا بد لي من الاشارة هنا إلى أن مصطلح الثقافة يحمل العديد من الأبعاد ومنها.
·   أن مفهوم الثقافة في اللغة العربية نابع من الذات الإنسانية ولا يغرس فيها من الخارج ويعني ذلك أن الثقافة تتفق مع الفطرة وأنا ما يخالف الفطرة يجب تهذيبه.
·   إن مفهوم الثقافة في اللغة العربية نابع من الذات الانسانية ولا يغرس فيها من الخارج ويعني ذلك أن الثقافة تتفق مع الفطرة وأن ما يخالف الفطرة يجب تهذيبه.
·   إن مفهوم الثقافة مع اللغة العربية يعني البحث والتنقيب والظفر بمعاني الحق والخير والعدل وكل القيم التي تصلح الوجود الانساني ولا يدخل فيه تلك المعارف التي تفسد الوجود الانساني وبالتالي ليست كافة القيم وإنما القيم الفاضلة فمن يحمل قيماً لا تنتمي لجذور ثقافة الحقيقة فهذه ليست بثقافة وإنما استعمار وتماهٍ في قيم الأمر.
·        يركز المفهوم على المعارف التي يحتاجها الانسان طبقاً لظروف بيئته وحاجاته وليس على مطلق المعارف والعلوم.
·   إنها عملية متجددة دائماً لا تنتهي أبداً فالمجتمعات التي تستوفي إذا استوفت مجموعة من القيم الايجابية التي تحترم المجتمعات فهي ذات ثقافة تستحق المحافظة عليها أياً كانت  درجة تطورها.
·   يحب أن تنظر الثقافة إلى المجتمعات نظرة افقية تركيبية وليست نظرة رأسية اختزالية تقدم وفق المعيار الاقتصادي وحده مجتمع على مجتمع آخر.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: " ما دور المطالعة والثقافة في تنمية الفرد في مختلف المجالات؟"
·        القراءة والمطالعة وسيلة الانسان للتعلم والتعليم وتحصيل المعرفة بصفة عامة.
·   تعتبر القراءة والمطالعة من أهم المهارات المكتبية التي تحقق للانسان النجاح في حياته وذلك انطلاقاً من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية والعلمية.
·   المطالعة والقراءة هي إحدى الوسائل المهمة لاكتساب العلوم المختلفة فبالمطالعة تحيا العقول وتستنير الافئدة ويستقيم الفكر.
·        المطالعة تنمي الثقة بالنفس وتجعل الانسان اكثر كفاءة في انجاز الاعمال.
·   المطالعة وسيلة الانسان لاتخاذ القرارات الصائبة وتجعله أكثر ثباتاً في مواجهة الأزمات والضغوط وتزيد من قدرة الانسان على الفهم والادراك وتجعله أكثر دقة وذكاء وبديهة.
·        القراءة وسيلة الانسان لتحصيل العلوم الشرعية .
·        المطالعة وسيلة ايجاد المجتمع المتقدم في مختلف العلوم والمجالات المعرفية.
أما الثقافة التي هي النتيجة المنطقية للمطالعة فإن الثقافة تنمو مع نمو المجتمعات ونتيجة لتطورها فلكل مجتمع ثقافته ولا يمكن تصور وجود مجتمع دون ثقافة حيث تلعب الثقافة دوراً مهماً مع المجتمعات المعاصرة حتى أصبح الحديث عنها وعن دورها وتأثيرها من أبرز القضايا المعاصرة ولا عجب في ذلك فنحن نعيش في عالم تتزايد فيه المعرفة بسرعة هائلة مما يتزايد معه التحدي الثقافي في ظل الانفتاح على الثقافات الأخرى وتمتاز الثقافة بقدرتها على الانتقال من جيل إلى جيل آخر ومن مجتمع إلى مجتمع آخر كما أنها متغيرة فهي تتغير وتتطور ويتضح ذلك جلياً عند عقد مقارنة بين حجم الثقافة قديماً وحجمها في وقتاً الحاضر، كما أنها مكتسبة أي أن الإنسان يكتسبها من خلال التعلم الذاتي، واكتساب المهارات والقدرات عن طريق المحاكاة والتقليد والملاحظات المتلاحقة قصداً وبدون قصد وتعمل الثقافة على:
·        قيام المثقفين بنشر ثقافتهم بين الأفراد حيث يعملون جاهدين على نشر ثقافتهم بين الأفراد.
·        بث الدافعية في أواسط الجماهير وتعميق الشعور بالحاجة إلى التجديد.
·        تعميق الحس النقدي لدى الأفراد.
·        تبصر الأفراد بالحقوق والواجبات وتسليحها بالعلم والمعرفة.
·        توعية الناس بالمطالب المشروعة وبحقوقهم في إطار القانون والتشريع.
·        تبني قضايا الأمة وحمل همومها.
·        توعية الأفراد بمخاطر الغزو الثقافي الذي يتسلل إلى العقول بشتى الأساليب والطرق.
·        نشر الوعي الجماهيري والعمل على تعميق الحس الوطني لدى المواطنين للمحافظة على الثقافة.
وللمحافظة على الثقافة الأصلية للأمة لا بد من القيام بما يلي:
·        بناء نظام تربوي في المدارس والجامعات والمعاهد العليا وفق فلسفة وأطر ثقافة الأمة.
·        إعادة بناء السياسات الإعلامية على جميع الاصعدة.
·        ايجاد قواعد متينة للبحوث العلمية والمعلومات.
·   تطوير مؤسسات ثقافية وإنشاء المكتبات العامة وتقديم الدعم لها والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: "كيف تقوم بتحقيق التنمية الثقافية؟"
·   تحقيق الحربة بوصفها الشرط الحاسم الذي يعمل على إيجاد بيئة تساعد على اكتساب المعرفة الثقافية وتوفير بيئة مناسبة للابداع والحيوية في إطار التعددية الحزبية والسياسية.
·        تطبيق استراتيجية واضحة من قبل مؤسسات الدولة في مجال الثقافة.
·        التبادل والحوار الثقافي والانفتاح على حضارات العالم والأخذ منها بما يناسب خصوصيتها.
·        وضع التشريعات الخاصة والقوانين المتعلقة بالملكية الفكرية.
·        بناء المكتبات وتزويدها بالكتب وجميع مستلزماتها ونشر ثقافة المطالعة بين الافراد.
كان لا بد من الاجابة في هذه العجالة: " هل الكتاب ما زال خير جليس في الزمان الفلسطيني لدى الاطلاع على ما نشره مركز الاحصاءات الفلسطيني حول واقع القراءة لدى المجتمع الفلسطيني؟"
جاء الارقام على النحو التالي:
·        54.14 من الفلسطينيين يمارسوا عادة القراءة والمطالعة.
·        تمنع السلطات الصهيونية استيراد الكتب من كثير من الدول وخاصة العربية منها.
·   مع ممارسة عادة القراءة فقد أظهرت النتائج أن الذكور يمارسون القراءة أكثر من الإناث 58.2 في مقابل 51.5 من الإناث.
·   تبين نتائج المسح أن 25.1 من الأسر في المدينة لديها مكتبة في البيت في مقابل 18.8 في القرى و31.8 في المخيمات.
·   عند مقارنة معدلات ممارسة القراءة بين الأفراد فوق 9سنوات وأكثر حسب مكان الإقامة فقد أشارت نتائج المسح إلى عدم وجود فروق فتلعب 56.3 بين الأفراد القاطنين في المدن 53.0 بين الأفراد القاطنين في القرى 51.9 من الأفراد القاطنين في المخيمات.
وأخيراً أرى أن الأسباب التالية يمكن أن تكون وراء عزوف الناس عن المطالعة:
·   قصور وضعف مناهج التعليم والتربية في الوطن العربي واعتمادهما على الحفظ والتلقين مما جعل الكثيرين منهم يقف موقف العداء للكتاب وفي نفوسهم عداءً تقليدياً للكتاب المدرسي.
·        منافسة وسائل الاعلام المختلفة للكتاب وخاصة الفضائيات والإذاعات.
·        غياب مفهوم التعليم والتثقيف الذاتي عند أفراد المجتمع.
·        حالة الاحباط واليأس التي يعيشها الانسان في المجتمع العربي والاسلامي.
·        الغزو الثقافي الغربي وترويج ثقافة اللامبالاة والأنانية.
·        غياب الروح التشجيعية لدى المؤسسات الثقافية.
·        غياب الدعم المالي أو قلته لانشاء المكتبات العامة ودعم الكتاب ليصبح رخيص الثمن وفي متناول الجميع.
·        وأخيراً الأسباب الشخصية كالجهل والغرور والنظرة القاصرة للنفس.

المطالعة هي اهم شيء في حياة الانسان،هي التي تزوده بالمعلومات وتنمي فكره العلمي والخيالي والثقافي...وكذلك اصبحت المطالعة امر سهل وذلك عبر الانترنيت والمكتبات العامة والخاصةوالاندماج مع افراد المجتمع.لكن الان اصبحت المطالعة امر لايهم الاجيال عوضا من مطالعة الكتب والصحف والمجلات وغيرها والاستفاذة منها اصبحوالايهتمون بامرها ويقضون اوقاتهم في اشياء فارغة كالتشات والافلام الفادحة والمسلسلات التافهة والاغاني الشائعة البائعةان صح التعبير.
لايستفدون ولايفيدون لايستنفعون ولا ينفعون،ويدخل في ذلك اولياءامرهم لانهم طرف من هذه القضيةلاينمون ابنائهم على المطالعةوتنمية فكرهم بل يهملونهم لدرجة انهم يذكرون جملة واحدة وهي{عندما يكبر يتدبر امره} وقد يجد هذا الطفل صعوبة في مجتمعه خصوصا الان لان كل شيء اصبح يعتمد على العلم والفكر والمعرفة والثقافة والاجتهاد والجدوذلك يعود على المطالعةوالبحث.فكيف هذا الطفل سيعيش مع مجتمع لا يعرف منه شيء لانه هو اصلا لايعرف شيء وكيف سينضرون اليه من هم اكبر من مستواه الفكري والعلمي واين ستكون مكانته في هذا المجتمع؟لقد اصبحت الحياة ذئبا القوي ياكل الضعيف والضعيف ياكل المعتل وذاك المعتل يصبح ضحية مجتمعه.
فان المطالعة وحب المعرفة امر مهم في حياة الانسان لانها منبع حياته والرسول صلى الله عليه وسلم{العلم فريضة على كل مسلم}ومن كل هذا فعلى المسؤولين والمختصين ان يساهموا في بناء جامعات،مدارس،مكتبات وكذلك جمعيات للتوعية وعلى الاباء والامهات ان يعلموااطفالهم كيف يتعلموا وعلى الاباء والامهات ان يتعلموا كيف يعلموا ابنائهم ويبنونهم على الاخلاق الفاضلة وحب الوطن والتعلق بالعلم خصوصا.وكما يقول المثل {من علمني حرفا صرت له عبدا}



فالقراءة تعد منذ القدم من أهم وسائل التعلم الإنساني والتي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، فهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله. ويحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها: (هنا غذاء النفوس وطب العقول).

وتعد القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع.

والقراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة.

ولبيان أهمية القراءة فإن أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم - هي كلمة: (اقرأ)، في قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1-5]. وهذا له دلالة كبيرة وعميقة في اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة.

وإذا تأملنا بعض مواقف السيرة النبوية نجد اهتمامًا كبيرًا جدًا بقضية القراءة، منها: موقف فداء الأسرى في بدر؛ فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة!!، وفي هذه الحادثة دلالة واضحة وهامة على أهمية القراءة والكتابة، لأنها احتياجات ضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم.

وإذا نظرنا إلى حال المسلمين أيام بدر وجدناهم في حاجة إلى الأموال وفي حاجة إلى الاحتفاظ بالأسرى للضغط على قريش، أو الاحتفاظ بهم لتبادل الأسرى إذا أسر مسلم، لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يفكر بما هو أهم من ذلك كله، وهو أن يعلم المسلمين القراءة... كانت هذه نقطة هامة في فكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبني أمة الإسلام بناءً متكاملاً.. حتى أن الصحابي الذي يستطيع القراءة كان يُقدَّم على أصحابه.. انظر إلى زيد بن ثابت -رضي الله عنه- الذي قُدم على كثير من الصحابة، وصار ملاصقاً للرسول - صلى الله عليه وسلم - بصفة شبه دائمة لأنه يُتقن القراءة والكتابة.. فصار كاتبًا للوحي، وكاتبًا للرسائل ومترجما للسريانية والعبرية.. وكان مبلغه من العمر ثلاثة عشر عامًا!.

لهذه المواقف - ولغيرها - غُرس حب القراءة في قلوب المسلمين، وكانت المكتبات الإسلامية في التاريخ الإسلامي من أعظم مكتبات العالم، بل أعظمها على الإطلاق ولقرون طويلة: مكتبات بغداد، وقرطبة، وإشبيلية، وغرناطة، والقاهرة، ودمشق، وطرابلس، والمدينة، والقدس.... تاريخ طويل جداً من الثقافة والحضارة والعلم.

هذه هي قيمة القراءة في الميزان الإسلامي.. وهذه هي قيمة القراءة في تاريخ المسلمين..

أما في العصر الحديث:
فقد دخلت القراءة في أنشطة الحياة اليومية لكل مواطن، فالقراءة هي السبيل الوحيد للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، والأمم القارئة هي الأمم القائدة، والذين يقرأون هم الأحرار؛ لأن القراءة والمعرفة تطرد الجهل والخرافة والتخلف.

إن المبدعين والمفكرين:
(مجموعة من الشخصيات المتميزة اختاروا العلم موطناً والقراءة طريقاً؛ لأن الإبداع عندهم هو أن توجد شيئاً جديداً من مجموعة ما لديك من معطيات، ولن يتأتّى ذلك إلا بالقراءة والمعرفة المرتبطة بها).

إن عقولنا لا تدرك الأشياء على نحو مباشر بل عبر وسيط معرفي مكون من مبادئ علمية وعقلية وخبرات حياتية، وعلى مقدار ما نقرأ يتحسن ذلك الوسيط، وبتحسنه يتحسن فهمنا للوجود، وتتحسن معه نوعية حياتنا، ولذلك فمن لم يكن قارئاً فقد عطّل وسائط تفكيره وإدراكه وسبل حياته.

لقد ذُكر عن عباس محمود العقاد أنه قال: ((القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى))، هي أعمار العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يقرأ لهم، وما من عالم كبير أو مخترع عظيم إلا وكانت القراءة الواعية المستمرة وسيلته إلى العلم والاختراع، ومثال على ذلك: (فيلو ((Philo Franz Worth) مخترع التلفزيون، فقد كان "فيلو" تلميذاً مجتهداً ومحباً للقراءة، وقد قرأ كل ما في مكتبة المدرسة عن الصوت والضوء والسينما الصامتة، وكان همه أن يجمع بين الصوت والصورة، فظل "فيلو" يقرأ، ودرس دراسة شاقة وقرأ قراءة واسعة حتى توصل إلى ما رغب فيه، وقيد اختراع التلفزيون باسمه.

فيا أمتنا جميعا: إن لم نقرأ، لن نجد سبيلاً للتقدم والتطور لأن كل حرفة ووظيفة مهما كانت، تتطلب المعرفة، وتتطلب مزيداً منها كل يوم في ظل هذا العصر، عصر الانفجار المعرفي الهائل وثورة المعلومات المتسارعة.

وقد صدق الشاعر حيث يقول:
علومًا وآدابًا كعقل مؤيد
وخيرُ جليسِ المرءِ كتبٌ تفيده

وقال آخر:
تلهو به إن خانك الأصحاب
نعم المحدث والرفيق كتاب
وينال منه حكمة وصواب
لا مفشياً للسر إن أودعته



-------------------------------------------------------------------------------------------------------
1-الكتب "خاصة الشعر"تثري ملكتنا اللغوية وتعلمنا أن نعبر عن أنفسنا ونفهم الآخرين بصورة أفضل ،سواء في اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
2-الكتب تثري عالمنا التفكيري ،تطرح أمامنا أفكاراً جديدة ،وتعمق لدينا الوعي تجاه أنفسنا.
3-الكتب توقظ الخيال،حيث أن الكلمات هي عبارات مبسطة ،فتفتح أمام القارئ المجال أن يتخيل ماذا يكمن وراء الكلمة.
4-الكتب تمنح القارئ معلومات عما يجري في أماكن أخرى ،وتجعلنا نواجه صور حياتية أخرى ،وبواسطة الكتب نستطيع أن نلتقي بشخصيات من الماضي "من التاريخ" وأن نتخيل شخصيات ستعيش في المستقبل "علم الخيال"
5-الكتب توقظ لدينا المشاعر والتعاطف مع الآخر، حيث ننجح أن ندخل في مسامات الآخر ونفهمه ونفهم وجودنا في العالم أكثر.
6-الكتب بإمكانها أن تمنحنا القوة ،وبإمكانها أن تثيرنا ،فنبكي ونضحك ونتمتع بأحداث مختلفة.
7-بإمكان الكتب أن تتناول مواضيع السلوكيات والأخلاق بأسلوب مباشر أو غير مباشر.
8-الكتب تطلعنا على تجارب الآخرين إزاء المشاكل التي نمر بها ،وهي بذلك تخفف علينا الضغوط المعيشية.
9-الكتب ترينا أنه توجد عدة حلول لنفس المشكلة من وجهات نظر مختلفة.
10-الكتب تساعدنا أن نفهم أنفسنا ونفهم الآخر بصورة أفضل.
11-بإمكاننا أن نعتبر الكتب أصدقاء ورفاقاً  لنا ،حيث أننا عندما نقرأ لا نشعر بالوحدة.
12-الكتب تشكل قاسماً مشتركاً بيننا وبين الأصدقاء وأبناء عصرنا ،حيث أنها تستند في نصوصها على الذاكرة والرموز الموجودة لدينا.
13-قصص الأولاد والشبيبة هي الخطوة الأولى والتحضير الجدي من أجل القراءة في الكبر وعند البلوغ.
14-عندما يقرأ الكبير كتاباً أمام ابنه الصغير ـينتج وضعاً عاطفياً استثنائياً ،لذلك يتذكر الصغار هذا طيلة حياتهم ،حيث كان صوت الأب والعناق والمعنى والبديهة وكانت الخصوصية الفردية.